فصل: قال الجاوي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال أبو السعود:

{والعصر}
أقسمَ سبحانه بصلاةِ العصرِ لفضلِها الباهرِ أوْ بالعَشي الذَّيِ هُوَ ما بينَ الزوالِ والغروبِ كما أقسمَ بالضُّحى أو بعصرِ النبوةِ لظهورِ فضلِه عَلى سائرِ الأعصارِ أو بالدهرِ لانطوائِه عَلى تعاجيبِ الأمورِ القارةِ والمارةِ {إِنَّ الإنسان لَفِى خُسْرٍ} أيْ خُسرانٌ في متاجرِهم ومساعيهم وصرفِ أعمارِهم في مباغيِهم والتعريفُ للجنسِ والتنكيرُ للتعظيمِ {إِلاَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} فإنهمُ في تجارةٍ لنْ تبورَ حيثُ باعُوا الفانيَ الخسيسَ واشترَوا الباقيَ النفيسَ واستبدلُوا الباقياتِ الصالحاتِ بالعادياتِ الرائحاتِ فيا لهَا منْ صفقةٍ ما أربَحها وَهَذا بيانٌ لتكميلِهم لأنفسِهم وقوله تعالى: {وَتَوَاصَوْاْ بالحق} إلخ بيانُ لتكميلِهم لغيرِهم أيْ وَصَّى بعضُهم بعضًا بالأمر الثابتِ الذي لا سبيلَ إلى إنكارِه ولا زوالَ في الدارينِ لمحاسنِ آثارِه وهُو الخيرُ كُلُّه منَ الإيمانِ بالله عزَّ وجَلَّ واتباعِ كتبهِ ورسلِه في كُلِّ عقدٍ وعملٍ {وَتَوَاصَوْاْ بالصبر} أيْ عنِ المعاصِي التي تشتاقُ إليها النفسُ بحكمِ الجِبلّةِ البشريةِ وعَلى الطاعاتِ التي يشقُّ عليَها أداؤُها أوْ عَلى ما يبلُو الله عَزَّ وجلَّ بهِ عبادَهُ وتخصيص هَذا التواصِي بالذكرِ مع اندراجِه تحتَ التواصِي بالحقِّ لإبرازِ كمالِ الاعتناءِ بهِ أو لأنَّ الأولَ عبارةٌ عن رتبةِ العبادةِ التي هيَ فعلُ ما يرضى بهِ الله تعالى والثانِي عن رتبةِ العبوديةِ التي هي الرِّضا بما فعلَ الله تعالى فإنَّ المرادَ بالصبرِ ليسَ مجردَ حبسِ النفسِ عما تتشوقُ إليهِ من فعلٍ وتركٍ بلْ هُو تلقي ما وردَ منْه تعالى بالجميلِ والرِّضا بهِ ظاهرًا وباطنًا. اهـ.

.قال الجاوي:

سورة والعصر:
مكية.
ثلاث آيات.
أربع عشرة كلمة.
ثمانية وستون حرفا.
{وَالْعَصْرِ (1)} أي الدهر أقسم اللّه به لأنه مشتمل على الأعاجيب لأنه يحصل فيه السراء، والضراء، والصحة، والسقم، والغنى، والفقر، بل فيه ما هو أعجب من كل عجيب، أو هو العشي أقسم تعالى بالعصر كما أقسم بالضحى، فإن كل عشية تشبه تخريب الدنيا بالموت وكل بكرة تشبه القيامة يخرجون من القبور وتصير الأموات أحياء، وقال الحسن: إنما أقسم اللّه بهذا الوقت تنبيها على أن الأسواق قد دنا وقت انتهائها، وقرب وقت انتهاء التجارة فيها، أو هو صلاة العصر أقسم اللّه بها لفضلها.
روي أن امرأة كانت تصيح في سكك المدينة وتقول: دلوني على النبي صلى الله عليه وسلم فرآها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسألها ماذا حدث فيك قالت: يا رسول اللّه إن زوجي غاب عني فزنيت فجاءني ولد من الزنا، فألقيت الولد في دن من الخل حتى مات، ثم بعنا ذلك الخل فهل لي من توبة، فقال صلى الله عليه وسلم: «أما الزنا فعليك الرجم، وأما قتل الولد فجزاؤه جهنم، وأما بيع الخل فقد ارتكبت كبيرا، لكن ظننت أنك تركت صلاة العصر»
ففي هذا الحديث إشارة إلى تفخيم أمر هذه الصلاة.
{إِنَّ الإنسان لَفِي خُسْرٍ (2)} أي لفي غبن في مساعيهم وصرف أعمارهم في مباغيهم أو في نقصان عمله بعد الهرم والموت {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} فإنهم في تجارة لن تبور حيث استبدلوا الباقيات الصالحات بالغاديات الرائحات، {وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ} أي تحاثوا بكل ما حكم الشرع بصحته من علم وعمل {وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ (3)} أي تحاثوا بالصبر على أداء فرائض اللّه واجتناب معاصيه وعلى المرازي. اهـ.

.قال الألوسي:

{والعصر}
قال مقاتل أقسم سبحانه بصلاة العصر لفضلها لأنها الصلاة الوسطى عند الجمهور لقوله عليه الصلاة والسلام شغلونا عن الصلاة الوسطى صلاة العصر ولما في مصحف حفصة والصلاة الوسطى صلاة العصر.
وفي الحديث: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله».
وروي أن امرأة كانت تصيح في سكك المدينة دلوني على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآها عليه الصلاة والسلام فسألها ماذا حدث فقالت يا رسول الله إن زوجي غاب فزنيت فجاءني ولد من الزنا فألقيت الولد في دن خل فمات ثم بعت ذلك الخل فهل لي من توبة فقال عليه الصلاة والسلام «أما الزنا فعليك الرجم بسببه وأما القتل فجزاؤه جهنم وأما بيع الخل فقد ارتكبت كبيرًا لكن ظننت أنك تركت صلاة العصر» ذكر ذلك الإمام وهو لعمر أمام في نقل مثل ذلك مما لا يعول عليه عند أئمة الحديث فإياك والاقتداء به وخصت بالفضل لأن التكليف في أدائها أشق لتهافت الناس في تجاراتهم ومكاسبهم آخر النهار واستغالهم بمعايشهم وقيل أقسم عز وجل بوقت تلك الصلاة لفضيلة صلاته أو لخلق آدم أبي البشر عليه السلام فيه من يوم الجمعة وإلى هذا ذهب قتادة فقد روي عنه أنه قال العصر العشى أقسم سبحانه به كما أقسم بالضحى لما فيهما من دلائل القدرة وقال الزجاج العصر اليوم والعصر الليلة وعلية قول حميد بن ثور:
ولم يلبث العصران يوم وليلة ** إذا طلبا أن يدركا ما تيمما

وقيل العصر بكرة والعصر عشية وهما إلا برادان وعليه وعلى ما قبله يكون القسم بواحد من الأمرين غير معين وقيل المراد به عصر النبوة وكأنه عني به وقت حياته عليه الصلاة والسلام فإنه أشرف الأعصار لتشريف النبي صلى الله عليه وسلم وقيل هو زمان حياته صلى الله عليه وسلم وما بعده إلى يوم القيامة ومقداره فيما مضى من الزمان مقدار وقت العصر من النهار ويؤذن بذلك ما رواه البخاري عن سالم بن عبد الله عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما بقاؤكم فيمن سلف قلبكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس». وشرفه لكونه زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأمته التي هي خير أمة أخرجت للناس ولا يضره تأخيره كما لا يضر السنان تأخره عن أطراف مرانه والنور تأخره عن أطراف أغصانه وقال ابن عباس هو الدهر أقسم عز وجل به لاشتماله على أصناف العجائب ولذا قيل له أبو العجب وكأنه تعالى يذكر بالقسم به ما فيه من النعم وأضدادها لتنبيه الإنسان المستعد للخسران والسعادة ويعرض عز وجل لما في الأقسام به من التعظيم بنفي أن يكون له خسران أو دخل فيه كما يزعمه من يضيف الحوادث إليه وفي إضافة الخسران بعد ذلك للإنسان اشعار بأنه صفة له لا للزمان كما قيل:
يعيبون الزمان وليس فيه ** معايب غير أهل للزمان

وتعقب بأن استعمال العصر بذلك المعنى غير ظاهر.
{إِنَّ الإنسان لَفِى خُسْرٍ} أي خسران في متاجرهم ومساعيهم وصرف أعمارهم في مباغيهم التي لا ينتفعون بها في الآخرة بل ربما تضربهم إذا حلوا الساهرة والتعريف للاستغراق بقرينة الاستثناء والتنكير قيل للتعظيم أي في خسر عظيم ويجوز أن يكون للتنويع أي نوع من الخشر غير ما يعرفه الإنسان.
{إِلاَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات}
فإنهم في تجارة لن تبور حيث باعوا الفاني الخسيس واشتروا الباقي النفيس واسبدلوا الباقيات الصالحات بالغاديات الرائحات فيا لها من صقفة ما أربحها ومنفعة جامعة للخير ما أوضحها والمراد بالموصول كل من اتصف بعنوان الصلة لا علي كرم الله تعالى وجهه وسلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه فقط كما يتوهم من اقتصار ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في الذكر عليهما بل هما داخلان في ذلك دخولًا أوليًا ومثل ذلك اقتصاره في الإنسان الخاسر على أبي جهل وهو ظاهر وهذا بيان لتكميلهم لأنفسهم وقوله تعالى: {وَتَوَاصَوْاْ بالحق} إلخ بيان لتكميلهم لغيرهم أي وصى بعضًا بالأمر الثابت الذي لا سبيل إلى إنكاره ولا زوال في الدارين لمحاسن آثاره وهو الخير كله من الإيمان بالله عز وجل واتباع كتبه ورسله عليهم السلام في كل عقد وعمل {وَتَوَاصَوْاْ بالصبر} عن المعاصي التي تشتاق إليها النفس بحكم الجبلة البشرية وعلى الطاعات التي يشق عليها أداؤها وعلى ما يبتلى الله تعالى به عباده من المصائب والصبر المذكور داخل في الحق وذكر بعده مع إعادة الجاروالفعل المتعلق هو به لإبراز كمال العناية به ويجوز أن يكون الأول عبارة رتبة العبادة التي هي فعل ما يرضى الله تعالى والثاني عبارة رتبة العبودية التيهي الرضا بما فعل الله تعالى فإن المراد بالصبر ليس مجرد حبس النفس عما تتوق إليه من فعل أو ترك بل هو تلقي ما ورد منه عز وجل بالجميل والرضا به باطنًا وظاهرًا.
وقرأ سلام وهرون وابن موسى عن أبي عمرو {والعصر} بكسر الصاد والصبر بكسر الباء قال ابن عطية وهذا لا يجوز إلا في الوقف على نقل الحركة وروي عن أبي عمرو بالصبر بكسر الباء اشماما وهذا كما قال لا يكون أيضًا إلا في الوقف.
وقال صاحب اللوامح قرأ عيسى البصرة {بالصبر} بنقل حركة الراء إلى الباء لئلا يحتاج إلى أن يؤتى ببعض الحركة في الوقف ولا إلى أن يسكن فيجمع بين ساكنين وذلك لغة شائعة وليست بشاذة بل مستفيضة وذلك دلالة على الإعراب وانفصال من التاء الساكنين وتأدية حق الموقوف عليه من السكون انتهى ومن هذا كما في البحر قوله:
أنا جرير كنيتي أبو عمرو ** اضرب بالسيف وسعد في العصر

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وغيرهم عن علي كرم الله تعالى وجهه أنه كان يقرى والعصر ونوائب الدهر إن الإنسان لفي خسر وانه لقيه إلى آخر الدهر وأخرج عبد بن حميد وابن أبي داود في المصاحف عن ميمون بن مهران أنه قرأ والعصر إن الإنسان لفي خسر وإنه لفيه إلى آخر الدهر إلا الذين آمنوا إلخ وذكر انها قراءة ابن مسعود هذا واستدل بعض المعتزلة بما في هذه السورة على أن مرتكب الكبيرة مخلد في النار لأنه لم يستثن فيها عن الخسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلخ وأجيب عنه بأنهلا دلالة في ذلك على أكثر من كون غير المستثنى في خسر وأما على كونه مخلدًا في النار فلا كيف والخسر عام فهو اما بالخلود ان مات كافرًا وأما بالدخول في النار ان مات عاصيًا ولم يغفروا ما بفوت الدرجات العاليات إن غفر وهو جواب حسن وللشيخ الماتريدي رحمه الله تعالى في التفصي عن ذلك تكلفات مذكورة في التأويلات فلا تغفل وفي السورة من الندب إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وان يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه ما لا يخفى. اهـ.

.قال الشوكاني:

{وَالْعَصْرِ (1)}
أقسم سبحانه بالعصر، وهو الدهر، لما فيه من العبر من جهة مرور الليل والنهار على تقدير الأدوار، وتعاقب الظلام والضياء، فإن في ذلك دلالة بينة على الصانع عزّ وجلّ، وعلى توحيده، ويقال لليل عصر، وللنهار عصر، ومنه قول حميد بن ثور:
ولم ينته العصران يوم وليلة ** إذا طلبا أن يدركا ما تمنيا

ويقال للغداة والعشيّ: عصران، ومنه قول الشاعر:
وأمطله العصرين حتى يملني ** ويرضى بنصف الدين والأنف راغم

وقال قتادة والحسن: المراد به في الآية العشيّ، وهو ما بين زوال الشمس وغروبها، ومنه قول الشاعر:
يروح بنا عمرو وقد قصر العصر ** وفي الروحة الأولى الغنيمة والأجر

وروي عن قتادة أيضًا: أنه آخر ساعة من ساعات النهار.
وقال مقاتل: إن المراد به صلاة العصر، وهي الصلاة الوسطى التي أمر الله سبحانه بالمحافظة عليها.
وقيل: هو قسمًا بعصر النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال الزجاج: قال بعضهم: معناه، ورب العصر، والأوّل أولى.
{إِنَّ الإنسان لَفِى خُسْرٍ} هذا جواب القسم.
الخسر، والخسران: النقصان، وذهاب رأس المال، والمعنى: أن كل إنسان في المتاجر والمساعي وصرف الأعمار في أعمال الدنيا لفي نقص، وضلال عن الحق حتى يموت.
وقيل: المراد بالإنسان الكافر.
وقيل: جماعة من الكفار: وهم: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد المطلب بن أسد، والأوّل أولى لما في لفظ الإنسان من العموم، ولدلالة الاستثناء عليه.
قال الأخفش: {فِى خُسْرٍ} في هلكة.
وقال الفراء: عقوبة.
وقال ابن زيد: لفي شرّ، قرأ الجمهور: {والعصر} بسكون الصاد، وقرءوا أيضًا: {خسر} بضم الخاء، وسكون السين.
وقرأ يحيى بن سلام: {والعصر} بكسر الصاد.
وقرأ الأعرج، وطلحة، وعيسى: {خسر} بضم الخاء والسين، ورويت هذه القراءة عن عاصم.
{إِلاَّ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات} أي: جمعوا بين الإيمان بالله والعمل الصالح، فإنهم في ربح لا في خسر؛ لأنهم عملوا للآخرة، ولم تشغلهم أعمال الدنيا عنها، والاستثناء متصل، ومن قال: إن المراد بالإنسان الكافر فقط، فيكون منقطعًا، ويدخل تحت هذا الاستثناء كل مؤمن ومؤمنة، ولا وجه لما قيل: من أن المراد الصحابة أو بعضهم، فإن اللفظ عام لا يخرج عنه أحد ممن يتصف بالإيمان، والعمل الصالح {وَتَوَاصَوْاْ بالحق} أي: وصى بعضهم بعضًا بالحق الذي يحق القيام به، وهو الإيمان بالله، والتوحيد، والقيام بما شرعه الله، واجتناب ما نهى عنه.
قال قتادة: {بالحق}، أي: بالقرآن، وقيل: بالتوحيد، والحمل على العموم أولى.
{وَتَوَاصَوْاْ بالصبر} أي: بالصبر عن معاصي الله سبحانه، والصبر على فرائضه.
وفي جعل التواصي بالصبر قرينًا للتواصي بالحق دليل على عظيم قدره، وفخامة شرفه، ومزيد ثواب الصابرين على ما يحق الصبر عليه:
{إِنَّ الله مَعَ الصابرين} [الأنفال: 46] وأيضًا التواصي بالصبر مما يندرج تحت التواصي بالحق، فإفراده بالذكر، وتخصيصه بالنص عليه من أعظم الأدلة الدالة على إنافته على خصال الحق، ومزيد شرفه عليها، وارتفاع طبقته عنها.
وقد أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {والعصر} قال: الدهر.
وأخرج ابن جرير عنه قال: هو ساعة من ساعات النهار.
وأخرج ابن المنذر عنه أيضًا قال: هو ما قبل مغيب الشمس من العشيّ.
وأخرج الفريابي، وأبو عبيد في فضائله، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن الأنباري في المصاحف عن علي بن أبي طالب أنه كان يقرأ: (والعصر ونوائب الدهر، إن الإنسان لفي خسر، وإنه فيه إلى آخر الدهر).
وأخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه كان يقرأ: (والعصر إن الإنسان لفي خسر، وإنه لفيه إلى آخر الدهر). اهـ.